استوقفني تعليق احد الأشخاص الذي قال فيه، بعد ان وضع الكاتب فهد عامر الأحمدي صورة له ود. بدرية البشر يهنأها بفوزها ب جائزة الصحافة العربية: "هل مباركة الأحمدي للبشر دليل على إيمانه بفكرها ....!احتاج إجابة مقنعة,, يعني أنا معجب باوباما معناها معجب بدينه...!"
الحقيقة كانت ردة فعلي التلقائية: كيف يفكر هذا الشخص؟ ثم توقفت قليلاً وفكرت انه من المستحيل ان توافق العموم او الجموع. الا لو كانوا جميعاً اغبياء او مجموعة قطيع من الغنم. نعم فكون الجميع يكهرون شخصية ما او يحبونها حباً جم، فهناك خلل ما في المعادلة، بداية من الرسول الكريم وانتهاء لجارك العزيز. البعض قعد يبغضون شخصية ما والأخر يحبها...الخ ليست لدي اشكالية في الخلاف، بل اعتقد ان الخلاف سمة حضارية. فان نختلف بإحترام وبأدب افضل من ان ننافق بعضنا البعض او كما يسميه العامية "التسليك" فال" تسليك" اذا زاد عن حده المعقول اصبح نفاق (في رأي الشخصي) ولكن اذا كان المراد منه اتقاء شر او الشفقة على عقل بسيط من الإنهيار فلا بأس.
على اية حال، اعيب كثير ممن التقيهم بسطحية فكرهم، خصوص في امور الدين الإسلامي، واعني تحديداً تسليمهم عقولهم ل شيخ ما او لفكر سائدة. والشيخ بدوره الة ناسخة لمن قبله لا يفهم الا ربع ربع النص الشرعي من القرآن والأحاديث الصحيحة المتينة، فضلاً عن ذكرهم ونقلهم احاديث ضعيفة لا تصح عن النبي. وكل ذلك في رأيي مسأله لها ٣ اطراف اود التحدث عنها بشكل موجز
١. المنهج والتعليم الذي يبدأ من المدرسة وحتى الجامعة، الذي يسطح الجانب الفكري ويبغض الإختلاف ويصفه انه فكر ضال مخرج من الجنة، (رحمة الله وسعة كل شي، )
فالمدراس والجامعات تخرج لنا جيل لا يفقه في الفكر شي ولا يعمل العقل ابداً والتركيز على التلقين بدل من المخرجات. اذكر انني كنت مع طبيب نفسي، وهو كان وقتها رئيس لجنة التوجيه الطلابي في جامعة الملك سعود، د. اللباني، كان يقول لي انا لو انني د. محاضر وحان وقت الإختبارات، لفعلت التالي: لجعلت الطالب هو بنفسه يضع اسئلة الإختبار، لكي يتنسى لي مااستوعبه من مقرر ومنهج المادة. فعلاً هي فكرة عبقرية عظيمة، تساعد على التركيز في النقاط التي استوعبها الطالب من المقرر.
٢. اخذ كلام الشيخ كأنه قرآن منزل، وان الشيخ نفسهم هم فقط من يحق له الحديث عن الدين. شيخنا الفاضل بن باز، والذي هو في اعتقادي كان علامة زمانة ومن اعلم الناس وقتها في علوم الدين، من الفقة والحديث والعقيدة والسنة، اخطأ خطأ فادح جداً لايمكن ان يمر مرور الكرام. فلقد الف كتابة عنوانه:
والذي كان يقول بأن الأرض لا تدور وان الشمس هي المحتركة، وان من يقول بأن الشمس ثابتة والأرض تدور حولها كافر! وكانت وقتها بالصور وبالأقمار الصناعية والتليسكوبات اثبات هذه الحقيقة العلمية التي لم تخالف القرآن اصلاً، لكنها خالفت النقل من الشيوخ وربما خالفت الهوى. فلقد تسرع الشيخ الكريم بالحكم كعادة من يتأثرون بالإمام ابن تيمية وطالبة ابن قيم الجوزية، كانوا يتسرعون في الحكم على الأخرين والأمور.
وهذه مشكلة برمتها، كيف تخالف شيخك وعالم زمانه. والحقيقة ان هذا المنهج مزعج جداً، فالحقيقة لا تقف عند ابن باز ولا ابن تيمية، يجب البحث عنه، ولو عدنا الى القرآن لوجدنا ان كثير من الأيات يجب التفكر فيها بعضها يتطلب سنوات من البحث والسؤال وبإلهم من الله تصل الى معنى جديد يتناسب مع الوقت الحالي، وهذا من عظمة القرآن وليس من عظمة المفسرين الذين فسروه بحسب فهمهم لزمانهم وادراكهم. (هذا يقودني دائماً على استحالة ان القرآن يكون كلام من وضع البشر بل هوا قطعاً كلام الله عزا وجل.) فالقرآن يناسب جميع الناس، فالمحامي ينظر اليه بنظرة مختلفة ويستنبط منه استنباط مختلف عن الطبيب، وكذلك المهندس. ولكن حصر القرآن على رجل الدين فقط، هذه المصيبة بعينها. وهذا واقعه مشاهدة في مجتمعنا المحلي، فالعموم سطحيون، ورجال الدين نسبة كبيرة منهم مقلدون وقلة جداً متحررون ينظرون الى القرآن والحياة بنظرة اكثر تجردية.
٣. القراءة، والتي هي اعظم مصيبة. انا لا اطلب من كل شخص ان يقرأ البداية والنهاية وتفسير ابن كثير والطبري ومقدمة ابن خلدون، ومجموع فتاوى ابن تيمية ومقدمة ابن خلدون... ليس لدينا مايكفي من الوقت! ولكن لو قرأت بشكل متصل بشكل يسير، لأعملت عقلك واشعلت جانب الفكر. بدلاً من سؤال شيخ المسجد في مسألة بسيطة، ادخل مكتبة المسجد وابحث عن المسألة واعمل عقلك وحكم قلبك، لاحظ تحكيم القلب وليس العقل! (استفتِ قلبك ولو افتاك الناس وافتوك)
في النهاي، هذه ليست هجمة مرتدة على المجتمع والشيخ ابن باز، بل هي قرأة بسيطة ليس فيها من التحليل، هي فقط وضع الضوء على ما اشاهد في سلوكيات بعض الأفراد في التعليقات في الفيس بوك او حتى في الردود في تويتر. الكير منها يصبني بالحزن، كوني اعيش في امريكا وانظر الى مجتمعي بنظر الحزن خصوصاً الى الشباب من جيلي.
No comments:
Post a Comment